Sunday, October 29, 2023

اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة 26/10/2023

يتركز غضب الجماهير العربية على العديد من الدول في الغرب مثل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وفرنسا، بسبب مواقفها القاسية تجاه حقوق الإنسان العربي وما تقدمه من دعم تام سواء عسكريا كان أو سياسيا لإسرائيل، ذلك الكيان المحتل الدخيل الذي اخترق كل القوانين الدولية وأفلت، بتفرد عن غيره من الدول، من عقوبات جرائم الحرب مرارًا وتكرارًا. من المهم أن نفهم مصادر وأسباب تحيز هذه الدول الديمقراطية وغيرها من الدول.

لماذا يحظى الكيان الصهيوني، هذا المخترق السافر لحقوق الانسان، بدعم دول متقدمة وديمقراطية تتوشح بباع طويل من الكفاح لتحقيق منظومة حقوق الانسان؟ لقد كانت الإجابة واضحة للغاية في كتاب "إنهم يجرؤون على التحدث علناً: الناس والمؤسسات يواجهون اللوبي الإسرائيلي"، والذي نشره بول فيندلي، النائب في الكونغرس الأميركي السابق، في عام 1985. حيث يذكر الكتاب أن إسرائيل تمكنت من الاستفادة من العملية الديمقراطية في أمريكا (وهو ما ينسحب على الغرب بشكل عام) من خلال التأثير على نتائج الانتخابات والعمليات السياسية وإدارة القرارات والتشريعات والإجراءات لصالحها من خلال مجموعات ضغط رسمية وغير رسمية.

تشمل مجموعات الضغط الرسمية "المسيحيون المتحدون من أجل إسرائيل"، وهي أكبر جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة؛ و"لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباكAIPAC) "، التي تمارس ضغوطًا مباشرة على الكونجرس الأمريكي؛ و"مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكية الكبرى"، الذي يتصل بالسلطة التنفيذية لحكومة الولايات المتحدة نيابة عن الجالية اليهودية. أما مجموعات الضغط غير الرسمية فهي أوسع نطاقًا وتحتوي على عدد كبير جدًا من المنظمات المؤثرة التي لا يمكن ذكرها جميعا هنا.

تقوم مجموعات الضغط هذه بالاتصال بالسلطتين التشريعية والتنفيذية للحكومة في الولايات المتحدة، وتضخ الأموال والأصوات في الحملات الانتخابية للأشخاص الذين يؤيدون إسرائيل، وتحتفظ بإحصائيات وسجلات حول الأفراد الذين لا يدعمون إسرائيل (ولو أن عدم الدعم حدث مرة واحدة)، وتضمن أن إسرائيل دائمًا فوق الشبهات.

كان على كل رئيس للولايات المتحدة منذ منتصف الستينيات أن يسعى للحصول على دعم جماعات الضغط هذه، وأن يمطر إسرائيل بوعود البنادق والورود والمحبة غير المتناهية، والتأكيدات على التزامه ببقائها ورفاهيتها، بل وذهب البعض إلى أبعد من ذلك بزيارة إسرائيل، وتطور الامر الى التنافس على الوقوف والصلاة على حائط البراق في القدس (أو المبكى كما يدعون) وهو يرتدي القلنسوة لإظهار ولائه (على سبيل المثال، عشرة بالمائة من مجلس الشيوخ الأمريكي متواجد في إسرائيل حالياً لإبداء تأييده لعنجهيتها).

وبغض النظر عن أجندة أي من الاحزاب الأمريكية، فإن دعم إسرائيل أمر من قبل الحزب أمر لابد منه، إذا أظهر الرئيس بعض الحياد تجاه الحق العربي في فلسطين، كما هو الحال في حملة ولاية باراك أوباما الثانية في عام 2013، يقوم اللوبي اليهودي بضخ الأموال لنصرة خصمه ومثال على ذلك أنفق الملياردير الأمريكي الإسرائيلي شيلدون أديلسون حوالي 100 مليون دولار أمريكي لدعم حملات معارضي أوباما. كما أن اللوبي الإسرائيلي يستطيع أن يعطل الأجندة المحلية (إصلاحات، نفقات، رسوم، وغيره) لأي رئيس يتشدد في تلبية طلبات إسرائيل، كما حدث حين طلبت إسرائيل 10 مليار دولار كقرض (حسب القانون الأمريكي فان أي قرض لإسرائيل يصبح منحة بعد مرور عام عليه، لذلك تشدق انصار اسرائيل آنذاك بأنها لم تتخلف ابداً عن سداد ديونها للولايات المتحدة) لبناء الجدار الفاصل في فلسطين، ورفض ذلك جورج بوش الاب أول وهلة ثم عاد وقدم القرض تحت شروط واهنة لم تلتزم بها إسرائيل لاحقاً ليأتي هذا الجدار العنصري كشاهد للعصر على هيمنة المحتل.

ومن ناحية أخرى، عندما يقدم الأميركيون العرب تبرعات للحملات الانتخابية، يتم إعادة الأموال مباشرة للمتبرعين مع رسالة شكر. ومثال على ذلك قصة المحامي اللبناني الأميركي جو جميل الذي أعيد شيك مساهمته في الحملة الانتخابية لجورج بوش الاب بسرعة؛ ربما لكي لا يوسم الرئيس على انه مناهض لإسرائيل او مناصر للعرب، ولقد علق في حينه القس جيسي جاكسون المرشح للانتخابات الامريكية في حينه بأن العرب أصبحوا زنوج أمريكا الجدد.

لماذا لا توجد مجموعات ضغط مؤيدة للعرب؟ هناك العديد من جماعات الضغط العربية في الولايات المتحدة. لدى المملكة العربية السعودية ومصر وليبيا والإمارات العربية المتحدة جماعات ضغط. لكنهم ليسوا متحدين؛ ولا يشكلون لوبياً عربياً اهتمامه الرئيسي، على عكس اللوبي اليهودي، هو قضية فلسطين. كل من هذه الجماعات تهتم بمصالح بلدها، ولهذا السبب، من بين أمور أخرى، فإن تأثيرها ضئيل جداً مقارنة باللوبي الإسرائيلي.

بناءً عليه، هل الرأي العام مهم؟ نعم، لقد تحسن وعي الناس في جميع أنحاء العالم بعدالة النضال الفلسطيني بفضل وسائل التواصل الاجتماعي والجهات الفاعلة غير الحكومية، وبذلك فان غالبية أو قسم لا يستهان به من هذه الشعوب كأفراد أصبح أكثر دراية بالقضية الفلسطينية.

ولكن ما أهمية هذا؟ إسرائيل تعلم أن زعماء هذه الديمقراطيات لا يهتمون إلا بالعملية الانتخابية وجماعات الضغط القوية التي تسيطر على مؤسساتها. وللتأكيد على ذلك، فإن الديمقراطيات تدار من قبل مجموعات المصالح الخاصة؛ وكلما زادت قوة هذه المجموعات في الضغط على الدبلوماسيين والعملية الدبلوماسية، ازدادت سيطرة إسرائيل لتتمتع بنفوذ كبير في هذه الدول من خلال مجموعات المصالح الخاصة واللوبيات التابعة لها بينما لا يملك العرب شيئا من ذلك.

لذا، لا ينبغي للعرب أن يتوقعوا العدالة أو المعاملة المتساوية من الولايات المتحدة وغيرها من الديمقراطيات الغربية.

Published in Ammon News:

https://www.ammonnews.net/article/808806

Wednesday, October 25, 2023

The Tale of the Tail that wags the Dog: Israel’s Lobby in the US - 24 October 2023

Currently, there is anger amongst the Arab masses towards the West for their callous attitude toward Arab human life and their apparent total support for Israel, the occupier who has broken every international law and got away with murder(s) time and again. At times like these, it is important to understand the sources and causes of this seemingly unjustified bias. 

Why does Israel have such support in democratic countries?
The answer was made ever so clear in the book They Dare to Speak Out: People and Institutions Confront Israel's Lobby, which was first published in 1985 by former US Representative Paul Findley. The book states that Israel has been able to utilize the democratic process by influencing election results and political processes to its advantage through formal and informal lobby groups.

The formal lobbying groups include the “Christians United for Israel”, which is the US largest pro-Israel lobby; the “American Israel Public Affairs Committee (AIPAC)”, which directly lobbies the United States Congress; and the “Conference of Presidents of Major American Jewish Organizations”, which contacts the executive branch" of the US government on behalf the Jewish community. The informal lobbying group is even wider and contains too many organizations to mention.

These lobbying groups contact the legislative and executive branches of government in the US, pour money and votes into election campaigns of persons who support Israel, keep a tally of individuals who do not support Israel, and ensure that Israel is always beyond reproach.

Every US president since the mid-1960s has had to seek the support of these lobbying groups, and shower their constituents with promises of guns and roses to Israel and affirmations of his commitment to its survival and welfare. Some have even gone as far as visiting the Wailing Wall in Jerusalem wearing the kippah to display their loyalty.

No matter what the US party agenda is, support for Israel is a must. Should a president show some neutrality toward the Arab-Israeli conflict, such as in the case of Barack Obama’s second term campaign in 2013, funds would flow in to support his opponent--American Israeli billionaire Sheldon Adelson poured US$ 100 million into campaigns opposing the election of Obama.

On the other hand, when Arab Americans make donations to campaigns the money is returned with a thanks-but-no-thanks note. The case of the Lebanese-American lawyer, Joe Jamail whose contribution to the George H. Bush presidential campaign was speedily returned; possibly in order not to upset the Jewish lobbying groups. The incident was later noted by Reverend Jesse Jackson. 

So why are there no pro-Arab lobbying groups?
There are several Arab lobbying groups in the USA.  Saudi Arabia, Egypt, Libya, and the UAE all have lobbyists on Capitol Hill but unlike their Israeli counterparts, they are not united. They do not form an Arab lobby whose main interest, unlike the Jewish lobby, is the question of Palestine. Each of these lobbies is concerned with its country’s interests, which is why, among other things, their impact pales next to the Israeli lobby.

Does public opinion matter?
It does not. Yes, people’s awareness worldwide of the justice of the Palestinian struggle has improved thanks to social media and non-state actors, but so what? Israel knows that the leaders of democracies only care about the electoral process and the powerful lobbies that control it. To emphasize, democracies are run by special interest groups; the more powerful these groups are at lobbying diplomats and diplomacy, the more control they have. Israel has great clout through its special interest groups and its lobby, the Arabs don’t. Therefore, Arabs should not expect fairness or equitable treatment from the US and other Western democracies.

 

Published in Jordan News: 

https://www.jordannews.jo/Section-36/Opinion/The-Tale-of-the-Tail-that-wags-the-Dog-Israel-s-Lobby-in-the-US-31757