اقتصاديات المقاطعة 25-11-2023

لم تخل الحملة الأخيرة لمقاطعة منتجات الشركات التي تدعم إسرائيل من الجدل. فبينما يرى البعض أن المقاطعة عمل وطني وواجب، يرى البعض الآخر أن المقاطعة ضارة بالمنتجين والتجار المحليين وسلاسل التوريد المحلية. وبالتالي، فإن قضية المقاطعة تتطلب بعض التحليل.

ما هي المقاطعة الاقتصادية (بويكوت)؟

وفقًا لقاموس كامبريدج، فإن فعل المقاطعة هو "رفض شراء منتج أو المشاركة في نشاط ما كوسيلة للتعبير عن رفض شديد". تم استخدام المقاطعة منذ نهاية القرن التاسع عشر للاحتجاج على الممارسات التي تعتبر غير عادلة. وتأتي كلمة "مقاطعة" (بويكوت Boycott) من اسم تشارلز كننغهام بويكوت وهو وكيل أراضي إنجليزي قام في عام 1890 برفع الإيجار بشكل كبير على مستأجريه في أيرلندا وقام بإجلائهم جماعياً، أدى ذلك إلى اتحاد المجتمع ورفض الدفع له أو العمل معه، مما أجبره في النهاية على المغادرة. ومنذ ذلك الحين، تم استخدام (المقاطعة-بويكوت) كأداة فعالة وغير عنيفة لرفع مستوى الوعي بالقضايا، وكثيرًا ما أدت إلى تغييرات إيجابية.

أمثلة على المقاطعة:

تعتمد فعالية المقاطعة على مستوى الدعم الشعبي الذي تتلقاه، وحجم الشركات المستهدفة، وطول مدة المقاطعة، ووضوح رسالتها. هناك العديد من الأمثلة على المقاطعات الناجحة، ومنها أن المهاتما غاندي قاطع البضائع الأجنبية الصنع، وخاصة البضائع البريطانية، وشجع على استخدام السلع الهندية الصنع بدلاً من ذلك لإظهار الدعم الوطني واسع النطاق للاستقلال من الاستعمار البريطاني. كما نظم مارتن لوثر كينغ جونيور، أحد قادة حملة الحقوق المدنية في أمريكا، مقاطعة حافلات مونتغمري في عام 1955، مما أدى إلى تسليط الضوء على الحقوق المدنية على المستوى الوطني وأدى إلى حظر الفصل العنصري في الحافلات العامة. كما رفضت غالبية الدول في أوائل الثمانينات التعامل مع جنوب أفريقيا أو السفر إليها، مما أدى إلى إنهاء نظام الفصل العنصري هناك.

وفي الآونة الأخيرة، انتشرت مقاطعة منتجات الشركات الداعمة لإسرائيل في جميع أنحاء العالم العربي. وحتى في دول مثل البحرين التي أدلت القيادة فيها ببعض التصريحات والمبادرات التي لم يُنظر إليها على أنها شعبية، فقد نظمت الجمعية البحرينية لمناهضة التطبيع مع العدو الصهيوني اعتصاماً في العاصمة، في 17 نوفمبر 2023، دعمًا لـ الشعب الفلسطيني والمطالبة بإلغاء اتفاقيات التطبيع بين البحرين وكيان الاحتلال.

المقاطعة في الأردن:

مدفوعة بهجمة إسرائيل الإجرامية على المدنيين في غزة وبقية أنحاء فلسطين، بدأت المقاطعة في الأردن بعد 7 تشرين الأول 2023، وسرعان ما اكتسبت شعبية واسعة، بدعم من حركة “المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات(BDS)"، (وهي حركة متجذرة وراسخة في الأردن ومعظم أنحاء العالم)، الشركات التي أعلنت أو قامت بدعم إسرائيل من خلال الهدايا العينية أو المالية، مما أثار الحساسيات لدى الأردنيين وغالبية المواطنين العرب.

وبالتالي، أدت المقاطعة إلى إغلاق عدة منافذ بيع مع انخفاض المبيعات، وتضررت سمعة الشركات المستهدفة ومنافذ بيعها، وتسرح بعض موظفيها. كما كان التأثير على الشركات الأم ملموسًا أيضًا، إذ أن من المرجح أن تنخفض أرباحها بالنسبة للاسهم وكذلك أسعار أسهمها. إن حرب المقاطعة الاقتصادية التي يشنها الأردنيون وغيرهم في جميع أنحاء العالم تظهر مؤشرات على فعاليتها، وستتعمق نتائجها إذا ما استمرت لفترة طويلة.

في الأردن، الدولة ذات النمو الاقتصادي المنخفض، ومعدل البطالة الذي يتجاوز 22%، وارتفاع معدلات الفقر، والموازانة الفاقدة للمرونة مالياً، والدين العام المتزايد، تطفو المسألة الاقتصادية والاقتصاد الوطني بسرعة الى سطح الحوار. حيث يرى البعض أن المقاطعة قد تؤدي إلى تفاقم سوء الوضع الاقتصادي والضائقة الاقتصادية الحالية. علاوة على ذلك، تزعم الأصوات المناهضة للمقاطعة أن دولة مثل الأردن، التي ربطت رؤيتها للتحديث الاقتصادي بنمو القطاع الخاص وارتفاع مستويات الاستثمار الأجنبي المباشر، ستعاني من انحراف في خطط التنفيذ الخاصة برؤية التحديث لأن حالة عدم اليقين تحد من الاسثمارات المحلية والاجنبية كما تقلل من الاستهلاك وبالتالي الطلب الكلي، فلا تتحقق المستويات المستهدفة للنشاط الاقتصادي.

ومع ذلك، يجب على المرء أن يضع في اعتباره أنه عادة، في أي وقت تتأثر فيه مجموعة من أصحاب المصالح بسياسة أو قرار أو حالة اقتصادية، يحاول أعضاؤها إقناع الجمهور والجهاز التشريعي والحكومة بأن مصالحهم هي أيضًا مصالح البلد كله. متناسين بذلك دائرية الاقتصاد وتكامله، حيث توفر الخسائر الاقتصادية الفرص والمكاسب للبعض الآخر، وهو المفهوم الذي تم شرحه بشكل جيد في مبدأ "التدمير الخلاّق" لجوزيف شومبيتر وهو مبدأ بنيت عليه فكرة الاقتصاد الحر.

أيضاً، يمكن بسهولة استبدال المنتجات الغذائية المستوردة بمنتجات محلية، مما يساعد على نمو منتجات محلية جديدة وناشئة، بشرط توافر بيئة عمل مناسبة، ويقلل من عجز الميزان التجاري والضغط على الدينار الأردني.

ويظهر التاريخ أن العقوبات المفروضة على الدول أدت في بعض الأحيان إلى استبدال الوارد بالمحلي مما أدى إلى حدوث تقد سريع في النشاط الصناعي. فعندما وضعت هولندا بريطانيا تحت الحصار، ظهرت الأخيرة في غضون سنوات قليلة كدولة صناعية. وعندما فعلت المملكة المتحدة الشيء ذاته مع الولايات المتحدة، ظهرت الولايات المتحدة كقوة صناعية عظمى.

كما أن الدول المحيطة بالأردن التي عانت من عقوبات اقتصادية، أصبحت أكثر صناعية من خلال الاعتماد على الذات. ومثل هذه الأمثلة كثير، وهي ليست إلا تجليات للقول العربي "الحاجة أم الإختراع" والاردن لن يكون الاستثناء. ولذلك، على الرغم من أنه قد تكون هناك خسائر وتكاليف للتكيف يتحملها المشترون والبائعون على المدى القصير وربما الوسيط، فإن التأثير على طويل المدى قد يعوض الاقتصاد بشكل جيد ويقويه.

علاوة على ذلك، هناك تكلفة في الحروب الاقتصادية، كما هو الحال في الحروب العادية. تحمّل هذه التكلفة أمر مقبول من حيث المبدأ، وطالما أنه يدعم التطلعات الوطنية للبلاد ويلحق الضرر بالعدو. ولذلك، وفاءً واحتراماً لإخواننا وأخواتنا وأبنائهم في غزة يجب أن يستمر الأردنيون في المقاطعة وأن يظهروا عزتهم ووطنيتهم من خلال المقاطعة على المدى الطويل. أما من منظور اقتصادي بحت، يجب علينا أن ننظر إلى تكاليف المقاطعة على أنها بعض تكاليف الحرب الاقتصادية، ومجموعة من الفرص لتنمية الصناعة والمنتجات المحلية.

نشرت في موقع صحيفة عمون

https://www.ammonnews.net/article/814333

The economics of boycotts- Nov 23,2023

The recent campaign to boycott the products of companies that are believed to support Israel has not been without controversy. While some view the boycott as a patriotic act and duty, others see the boycott as harmful to the local producers, traders, and the domestic supply chain. Consequently, in light of the Israeli attack on Gaza, marked by a vicious disregard for the lives of vulnerable civilians, especially women and children, and considering the economic repercussions of the boycott on Jordan, it is imperative to delve into this complex issue.

What is a boycott?

According to the Cambridge Dictionary, the act of boycotting is defined as "refusing to buy a product or take part in an activity as a way of expressing strong disapproval." Boycotts have been employed since the end of the 19th century to protest practices deemed unfair. The term "boycott" originates from the name of an English land agent, Charles Cunningham Boycott, who substantially increased rent for his tenants in Ireland, leading to mass evictions.

In response, the community united, refusing to pay or collaborate with him, ultimately compelling his departure. Since then, boycotts have proven to be an effective, nonviolent tool for raising awareness of issues and have often resulted in positive changes.

Examples of boycotts

The effectiveness of a boycott depends on the level of public support it receives, the size of the target companies, the duration of the boycott, and the clarity of the boycott’s message.

Some examples of successful boycotts include: Mahatma Gandhi boycotting foreign-made goods, particularly British goods, encouraging the use of Indian-made products to demonstrate widespread national support for independence. In 1955, Martin Luther King Jr. and the Montgomery Improvement Association organized the Montgomery Bus Boycott, catapulting civil rights into the national spotlight and leading to the outlawing of segregation on public buses. In the early 1980s, the United States and other countries refused to engage in business or travel to South Africa, contributing to the end of the apartheid system there.

Recently, boycotts of products from companies that support Israel have spread throughout the Arab world. Even in countries like Bahrain, where the leadership has made statements and overtures that were not viewed as popular, the Bahraini Society Against Normalization with the Zionist Enemy organized a sit-in in the capital on November 17. The purpose was to express support for the Palestinian people and demand the cancellation of normalization agreements between Bahrain and the occupying entity.

The boycott in Jordan

Motivated by the criminal onslaught on civilians in Gaza and the rest of Palestine, the boycott in Jordan began after October 7, 2023. It quickly gained ground, supported by the "Boycott, Divestment, and Sanctions (BDS)" movement, which is well-established in Jordan and many parts of the world. Companies that appeared to support Israel through in-kind and financial gifts have provoked the partisan sensitivities of Jordanian citizens and the Arab world.

Consequently, the boycott resulted in the closure of several outlets as sales dropped, damaging the reputations of the target companies and their outlets, and leading to employee layoffs. Moreover, the impact on the parent companies has been felt, with a likely drop in earnings per share and a corresponding decrease in stock prices. The economic war waged by Jordanians and others worldwide is showing signs of effectiveness, especially if it continues for an extended period.

However, at home in Jordan—a country facing low economic growth, a double-digit unemployment rate, rising poverty rates, a fiscally inflexible budget, and growing public debt—the economic question arises quickly. According to some, the boycott may worsen the current economic malaise. Moreover, those against the boycott claim that a country like Jordan, which has, rightly or wrongly, based its modernization vision on the growth of the private sector and foreign direct investment, would likely suffer from a derailment in its implementation plans. This uncertainty could hamper both domestic and foreign investment, affecting the targeted levels of economic activity.

However, it is important to be mindful that typically, when a group is affected by an economic policy or condition, its members attempt to convince the public and the legislature that their interests align with those of the whole country. Meanwhile, they may overlook the circularity of the economy, where the economic losses of some provide opportunities and gains for others—a concept well explained in the Creative Destruction principle of Joseph Schumpeter. Imported food products can be easily replaced by domestic ones, helping grow local new and nascent businesses, provided there is a proper business environment. This also reduces the trade balance deficit and pressure on the Jordanian Dinar.

History shows that sanctions imposed on countries led to import substitution, triggering rapid industrialization. When Holland placed Britain under siege, the latter emerged within a few years as an industrial power. Similarly, when the UK did the same to the US, the US emerged as a superpower. Among Jordan’s surrounding countries, those that faced economic sanctions became more industrialized and self-reliant. Such examples are manifestations of the Arabic saying, “Necessity is the Mother of Invention.” Jordan should not be the exception. Therefore, even though there may be short-term losses and adjustment costs for buyers and sellers, the long-term impact may well compensate the economy and strengthen it.

Moreover, in an economic war, like in regular wars, there is a cost. Bearing such a cost is an accepted principle, as long as it supports the national aspirations of the country and causes harm to the enemy.

 Therefore, in loyalty and deference to our brothers and sisters and their children in Gaza, Jordanians should continue the boycott and demonstrate their proud and patriotic mettle by taking the boycott into the long run. From an economic perspective, we must view it as some of the cost of war, and a set of opportunities to grow local industry and products.

Published in Jordan News:

https://www.jordannews.jo/Section-36/Opinion/The-economics-of-boycotts-32530

الإبادة الجماعية الإسرائيلية يجب أن تفشل - 15-11-2023

الهجوم على غزة، أكبر سجن في العالم ومعسكر الاعتقال الجماعي الوحيد في العالم، سيكون قد أدى بحلول وقت نشر هذا المقال إلى مقتل أكثر من 12000 فلسطيني، أكثر من 5000 منهم من الأطفال، وإصابة مئات الآلاف، بعضهم بجروح خطيرة. وبالإضافة إلى ذلك، تم تهجير أكثر من 1.65 مليون من سكان غزة من شمال غزة إلى جنوبها. هل تعني الإبادة الجماعية (والتطهير العرقي) أن إسرائيل تنتصر؟ لا.

بداية، ووفقًا للاتفاقية الدولية للإبادة الجماعية (1948)، تشير الإبادة الجماعية إلى أفعال محددة (مثل القتل أو تعمد إلحاق ظروف معيشية تهدف إلى تدمير مجموعة ما كليًا أو جزئيًا) يتم اتخاذها لتدمير جماعة ما كليًا أو جزئيًا بما في ذلك لأسباب عرقية أو قومية.

وهذا بالفعل دعونا نسمي الأشياء بأسمائها فإن ما تفعله إسرائيل من قطع للمياه والغذاء والتنقل والوقود والطاقة، هو إبادة جماعية.

من منظور اقتصادي بحت، تجاوزت تكلفة الحرب على إسرائيل 50 مليار دولار حتى الآن، بالإضافة إلى ذلك، انخفضت الإيرادات الحكومية الحالية والمتوقعة في المستقبل، مما أدى إلى تزايد العجز في الميزانية، وهناك أيضاً انكماش في تدفقات الاستثمار المحلية والمستقبلية، وشعور محلي وعالمي بتزايد عدم اليقين والشكوك حول استدامة هذا الكيان الأرعن.

كما أن الخسائر في الأرواح لدى الإسرائيليين الناجمة عن العدوان على غزة والإبادة الجماعية والتطهير العرقي المخطط لهما في غزة لا يتم الإعلان عنها علناً، ولكنها كبيرة فلقد كانت سياسة إسرائيل خلال النكبة، أي التطهير العرقي للفلسطينيين عام 1948، هي إخفاء خسائرهم والسماح لوسائل الإعلام العربية بإظهار الخسائر العربية لخلق الخوف وتحفيز التهجير القسري. فضلاً عن ذلك، وعلى الرغم من أسطورة أرض الميعاد التي روج لها الصهاينة كثيراً، وادعائهم بالتعلق بها وأن لا بديل لها، فقد غادر مئات الآلاف من الإسرائيليين.

إسرائيل وتقدموا بطلبات للحصول على الإقامة في دول أخرى.

هناك شعور مفاجئ ومتزايد بين الغالبية العظمى من الجماهير العربية، وليس بالضرورة كل حكامها، بأن الدولة والجيش اللذان لا يقهرا، يقهران. وأن من الممكن هزيمتهما ببعض من الإرادة والعزيمة وشيء من القوة العسكرية. وبالتالي، عاد إلى الظهور الاعتقاد بأن ما تم أخذه بالقوة يمكن استعادته، بالقوة أيضًا. وهو ما يتجلى في الهتافات والمظاهرات التي خرج بها ملايين العرب، وغالبيتهم من الشباب، في جميع أنحاء المنطقة.

لقد تغيرت مشاعر العالم نحو هذا الكيان المارق. فحسب إحصاءات ظهرت مؤخرا، أكثر من 80% من شعب الولايات المتحدة يعتقدون أن إسرائيل ليست على حق. وكانت المظاهرة التي شارك فيها أكثر من مليون شخص في لندن وحدها قبل بضعة أيام دليلاً أكبر دليل على حدوث تحول. وعلى الرغم من الدعم الكامل لإسرائيل في الأيام الأولى من شهر أكتوبر/تشرين الأول من قبل قيادات دول عظمى، فقد شهد العالم تراجع وتخفيف من حدة التصريحات السابقة، ليس لأنهم أصبحوا مستنيرين فجأة، بل لخروج الناخبين إلى الشوارع مطالبين بوقف اعتداءات اسرائيل.

 لنأخذ على سبيل المثال حدثا يحصل لأول مرة، وهو إقالة وزيرة الداخلية البريطانية السابقة، سويلا برافرمان، وهي ابنة مهاجرين هنديين، تتبع البوذية ومتزوجة منذ عام 2018 من رائيل برافرمان، وهو يهودي مهاجر من إسرائيل وولد في جنوب إفريقيا. فقد طلبت في أكتوبر/تشرين الاول من الشرطة في المملكة المتحدة أن تكون أكثر صرامة مع المتظاهرين وإخماد المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين كما تعدت على الإسلام والعرب في خطاباتها السابقة. لم يكن ليلاحظ أو يهتم أحد بمثل هذه التصريحات والإهانات العنصرية التي أدلت بالكثير منها في الماضي وخاصة أنها تتناول أقلية ضعيفة التمثيل في العملية الانتخابية هناك. وربما ساهمت تصريحاتها المضادة للعرب وقضيتهم في مسيرتها السياسية حين تلقت الدعم من مجلس نواب اليهود البريطانيين وهو ثاني أقدم تكتل أو جماعة ضغط في بريطانيا أسسه اليهود السيفارديم عام 1776.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية، رفع مركز الحقوق الدستورية دعوى قضائية فيدرالية في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، تحت عنوان "الحركة الدولية للدفاع عن الأطفال – فلسطين وآخرون. يقاضي الرئيس بايدن ووزير الخارجية بلينكن، ووزير الدفاع أوستن" لفشلهم في منع بل وتواطؤهم في الانتهاكات الإسرائيلية والإبادة الجماعية التي تمارسها الحكومة ضد الفلسطينيين في غزة نيابة عن منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية والفلسطينيين في غزة والولايات المتحدة.

إن العالم يتغير، لكن نتنياهو فشل في رؤية ذلك، كما أنه يعتقد أنه سيخسر الكثير إن تم الإطاحة به في الانتخابات وأن يسجن كما حصل لايهود اولمرت. وقد فاجأه هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023 حيث لم يكن يتوقع أن تشن مثل هذه المجموعة القليلة المحاصرة في غزة مثل هذا الهجوم الضخم وتنتصر. بتحقيق ما أنجزته من أضرار مادية ومعنوية منها تحطيم صورة إسرائيل التي لا يقهر جدارها الحديدي (جيشها) كما أسماه زييف جابوتنسكي فيلسوف الحركة الصهيونية في عام 1903.

لكي يُعاد انتخاب نتنياهو (وإلا سينتهي به الأمر في مزبلة التاريخ والسجن)، عليه أن يحقق فوزاً حاسما يكون واضح للجميع بحيث يمحو الخوف المتولد في إسرائيل، والشعور بالانتصار بين الجماهير العربية. وهو ما يفسر نهجه المزدوج: الأول هو الإبادة الجماعية الشبيهة بالهولوكوست، والثاني هو التطهير العرقي. ولقد حصل على الضوء الأخضر للتطهير العرقي من الغرب بحسب مصادر منذ عام 2007، لكن آراءهم تغيرت وسط الضجة العالمية حول انتهاكات اسرائيل وجرائم حربها في غزة. ويتجلى الأول بوضوح من خلال قصف المستشفيات والمدارس حيث من المتعارف عليه أن يتجمع الناس خلال الحروب في هذه الأماكن بحثًا عن مساحات آمنة. ولكن بالنسبة لنتنياهو، صاحب الهولوكوست الفلسطيني، فإن مثل هذه الأماكن توفر له فرصة لقتل الكثير من الفلسطينيين بسرعة وبدون مقاومة تذكر وبتكلفة أقل.
لماذا ستفشل إسرائيل؟ لأن العالم لم يعد كما كان، لا يمكن إخفاء الفاشية والنازية الاسرائيلية عن العالم. نحمد الله على شبكات التواصل الاجتماعي ومواقعها حيث يتم كشف الأكاذيب رغم المؤسسات الإعلامية الرسمية الخاضعة لإسرائيل وداعميها.

تم نشر المقال في موقع عمون

https://www.ammonnews.net/article/812449

Israel’s genocide must fail- Nov 16, 2023

The attack on Gaza, the world’s largest prison and only concentration camp will have resulted by the time this article is published in 12,000 Palestinian lives, over 5,000 of them are children, and hundreds of thousands are injured, some severely. In addition, over 1.65 million Gazans have been displaced from the North to the south of Gaza. Does genocide (and ethnic cleansing mean that Israel is a victor? Not necessarily!

To start, according to the International Genocide Convention (1948), genocide refers to specific actions (such as killing or deliberately inflicting conditions of life calculated to bring about the destruction of a group in whole or in part) taken to destroy, in whole or in part, the group targeted, including on ethnic or national grounds. This is exactly what Israel is doing (cutting off water, food, mobility, fuel and energy, hence, let us call a spade a spade!

The cost of war: $50 billion

From a purely economic perspective, the cost of the war to Israel has surpassed $50 billion so far. In addition, present and expected future government revenues decreased, thus resulting in growing budget deficits.

There is also a forfeiture of domestic and future investment inflows and a domestic and global sense of enhanced uncertainty and doubt about the sustainability of the renegade state. Losses of lives in the battle against Hamas and the planned genocide and ethnic cleansing of Gaza are not made public, but they are significant. Israel’s known policy from the days of Nakba, the ethnic cleansing of Palestinians in 1948, was to hide their losses and allow Arab media to show the Arab losses to create fear and forced displacement. Moreover, despite the much-touted myth of the promised land, hundreds of thousands of Israelis have left Israel and applied for residency elsewhere.

Among the vast majority of Arab masses, and not necessarily all their rulers, there is a sudden and growing sense that the invincible state and its army are not so invincible, and with will and some military power can be defeated. Consequently, resurfaced is the belief that what has been taken by force can be retaken, also by force. This outcome is apparent in the chants and demonstrations by millions of Arabs, particularly the youth, throughout the region.

Over 80 percent of the people in the US believe that Israel is not in the right

World sentiments have changed. Over 80 percent of the people in the US believe that Israel is not in the right. Over 1 million people demonstration in London alone a few days ago is evidence of a shift. Despite cart-blanche support to Israel in the first days of October, the world has witnessed some backtracking and softening of their statements, not because they have suddenly become enlightened but because their electorate has walked the streets in such powerful determination to right a wrong.

Let us take for example the sacking of the now-former Home Secretary of the UK, Suella Braverman. She is the daughter of Indian immigrants, a Buddhist married to Rael Braverman, an immigrant Jew from Israel and formerly South Africa who stated that intercultural coexistence has failed in Britain. She asked the police in the UK to be tougher on demonstrators to silence the pro-Palestinian demonstrations. Such statements and racial slurs she had made in the past had gone unnoticed and probably contributed to her political career as she received support from some (such as the Board of Deputies of British Jews).  

In the USA, the Center for Constitutional Rights filed a federal lawsuit on November 13, “Defense for Children International—Palestine, et al. v. Joseph Biden, et al., on behalf of Palestinian human rights organizations and Palestinians in Gaza and the U.S. Plaintiffs are suing President Biden, Secretary of State Blinken, and Defense Secretary Austin” for their failure to prevent and their complicity in the Israeli government’s genocide against Palestinians in Gaza.

The world is changing

The world is changing, yet Netanyahu is failing to see this but he figures that he has much to lose, the Hamas attack on October 7, 2023, has caught him and his fledgling Cabinet off guard. It was not expected that such a besieged vulnerable group in Gaza would wage such a massive attack, and win.

For Netanyahu to be reelected (and not end up in the dustbin of history and jail) he has to achieve a counter-win, one that is so apparent to all to wipe away the generated fear in Israel, and the sense of triumph among Arab masses, which explains his twin approach: a Holocaust-like Genocide or ethnic cleansing. The latter had been given the green light from the West according to sources since 2007, but opinions have been shifting amidst the world uproar.  The former is demonstrated by bombing hospitals and schools where people in war have traditionally gathered in search of safety; to Netanyahu, such places offer him the opportunity to kill more with less.

Why will Israel fail? The world is no longer the same. Information cannot be kept hidden from the world. Thank God for social media where ultimately all lies will be exposed, and the electorate in democratic states shall move against their bought-out representatives and force them to listen. The world is listening and watching!

Published in Jordan News:

https://www.jordannews.jo/Section-36/Opinion/Israel-s-genocide-must-fail-32357

Leveraging bad advice - Oct 26,2023

A closer examination of recent and not-so-recent publications from the IMF and World Bank reveals statements like "Jordan's economic transformation remains contingent on identifying opportunities to expand the economy's outward orientation and to implement reforms needed to promote private sector-led growth and job creation." These statements serve as policy guidelines and are deeply ingrained in the current Jordanian development paradigm. However, breaking down these components shows the inherent problems with such vague rhetoric.

Does "expanding the economy's outward orientation" imply that Jordan should become even more open? The trade (exports plus imports) to GDP ratio already exceeds 85%; should it be increased further? But why? The annual trade deficit is over US$12 billion in a US$48 billion economy. Should Jordan intentionally increase this deficit? How would it address the growing trade deficit? It's clear that more openness is not the solution.

What about "private sector-led growth"? Does it mean that the private sector alone will be responsible for growth, while the government remains a bystander or merely changes legislation without taking substantial action? Such a belief is naïve. It's a misconception to think that recovery depends solely on foreign direct investment (FDI), tourism revenue, and remittances, none of which are internally generated. This reliance on external sources is risky, especially in an unstable regional environment.

Israeli hegemonies in Gaza create uncertainty that can negatively impact tourismThe Israeli hegemonies in Gaza create uncertainty that can negatively impact tourism, further reduce remittances, and discourage FDI inflow into Jordan. Relying on these external factors without developing the domestic sector is a dangerous approach. Successful economies like South Korea, the UK, the USA, and China have all thrived by implementing industrial policies and government-led growth.

The World Bank and IMF seem far removed from reality

The World Bank and the IMF seem far removed from reality. Policymakers should not blindly adopt this paradigm. Instead, they should take it with a grain of salt and avoid falling for the lemonade they're selling.

PS: I apologize for not writing this piece exclusively about Gaza, and I am sorry that I talk about economics while my brethren and loved ones are in harm's way a few hundred miles away. It is not because of insensitivity but because the heart hurts—I wish them victory.

Published in Jordan News:

https://www.jordannews.jo/Section-36/Opinion/Leveraging-bad-advice-31814